د. عائض القرنى
مطلوب من العبد لكي يكسب السعادة والامن والراحة, ان يبادر الى الفضائل, وأن يسارع الى الصفات الحميدة والافعال الجميلة "احرص على ما ينفعك واستعن بالله".
أحد الصحابة يسأل الرسول (ص) مرافقته في الجنة فيقول: "أعني على نفسك بكثرة السجود, فانك لا تسجد لله سجدة, الا رفعك بها درجة". والاخر يسأل عن باب جامع من الخير, فيقول له: "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله". وثالث يسأل فيقول له: لا تسبن احداً ولا تضربن بيدك أحداً, وان أحد سبك بما يعلم فيك فلا تسبنه بما تعلم فيه, ولا تحقرن من المعروف شيئاً, ولو أن تفرغ من دلوك في اناء المستقي".
إن الامر يقتضي المبادرة والمسارعة: "بادرو بالاعمال فتنا", "اغتنم خمسا قبل خمس", "وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة", "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات", "والسابقون السابقون".
لا تهمل في فعل الخير, ولا تنتظر في عنل البر, ولا تسوف في طلب الفضائل:
دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثوان
"وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".
إن السعادة لا تحصل بالنوم الطويل, والخلود الى الدعة, وهجر المعالي, واطراح الفضائل. "ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين".
وقد نهي العبد بالوحي عن التأخر عن فعل الخير: "ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثقالكم الى الارض", "وإن منكم لمن ليبطئن", "ولكنه أخلد الى الارض", "أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب", "ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة", "ولاتنازعوا فتفشلوا", "وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى", "اللهم اني اعوذ بك من الكسل", "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت, والعاجز من أتبع نفسه هواها, وتمنى على الله الاماني".