أكد د. سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي أن أهم ما يميز شهر رمضان عن بقية العام هو الصيام الذي يعني الامتناع عن تناول الطعام والشراب وممارسة الشهوات خلال النهار.
بالإضافة إلى الجو الروحاني الخاص الذي يميز هذا الشهر المبارك من المشاركة العامة بين الأفراد في تنظيم أوقاتهم خلال اليوم بين العبادة والعمل في فترات محددة ، وتخصيص أوقات موحدة يجتمعون فيها للإفطار وهذه المشاركة في حد ذاتها لها اثر إيجابي من الناحية النفسية على المرضى النفسيين الذين يعانون من العزلة ويشعرون أن إصابتهم بالاضطراب النفسي قد وضعت حاجزاً بينهم وبين المحيطين بهم في أفراد الأسرة والمجتمع.
وشهر رمضان المبارك بما يتضمنه من نظام شامل يلقي بظلاله على المجتمع أفراداً وجماعات حين يصومون خلال النهار وتتميز سلوكياتهم عموماً بالالتزام بالعبادات ، ومحاولة التقرب إلى الله وتعم مظاهر التراحم بين الناس مما يبعث على الهدوء النفسي والخروج من دائرة الهموم النفسية المعتادة التي تمثل معاناة للمرضى النفسيين ، وللصوم آثار إيجابية في تقوية الإرادة التي تعتبر نقطة ضعف لكل المرضى النفسيين ، كما أن الصوم يخلص المشاعر السلبية المصاحبة للمريض النفسي ، كما أن الصبر الذي يتطلب الامتناع عن تناول الطعام والشراب والممارسات الأخرى خلال النهار ، يسهم في مضاعفة قدرة المريض على الاحتمال مما يقوي مقاومته للأعراض المرضية ، ولهذه الأسباب ينصح الأطباء النفسيين جميع المرضى بالصيام في رمضان لأن ذلك يؤدي إلى تحسن حالاتهم النفسية .
ـ ويضيف د. عبد العظيم أن الاكتئاب النفسي هو مرض العصر الحالي وتبلغ نسبة الإصابة به 7% من سكان العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ، وأهم أعراضه الشعور باليأس والعزلة وتراجع الإرادة والشعور بالذنب والتفكير في الانتحار ، وإن الصوم بما يمنحه للصائم من امل في ثواب الله يجدد الرجاء لديه في الخروج من دائرة اليأس ، كما أن المشاركة مع الآخرين في الصيام والعبادات والأعمال الصالحة خلال رمضان يتضمن نهاية العزلة التي يفرضها الاكتئاب على المريض ، وممارسات العبادات مثل الانتظام في ذكر الله وانتظار الصلاة بعد الصلاة في هذا الشهر الكريم والذي يقاوم فيه الإنسان من خلال ممارساته مشاعر الإثم والبعد عن التفكير في إيذاء النفس بعد أن يشعر الشخص بقبول النفس والتفاؤل والأمل في مواجهة أعراض الاكتئاب ، أما القلق فهو سمة من سمات العصر الحالي وتقدر حالات القلق المرضي بنسبة من 30 إلى 40% في بعض المجتمعات ، وهو ينشأ من الإشغال بهموم الحياة وتوقع الأسوأ والخوف على المال والأبناء والصحة إلى اخره.
وإن شعور الاطمئنان المصاحب لصيام رمضان وذكر الله بصورة متزايدة خلال رمضان فإن ذلك يكون فيه راحة نفسية وطمأنينة تؤدى إلى التخلص من مشاعر القلق والتوتر .